بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
انطلاقاً من وصايا سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (مدّ ظله)، وحرصه البالغ على رعاية اليتامى المستحقين في عموم المحافظات العراقية، ولا سيّما في القرى النائية والمناطق المحرومة، شرعت مؤسسة العين خلال الشهرين الماضيين بتنفيذ مبادرة شهر الإمام الحسين (عليه السلام) الرابعة، مستنفرةً طاقاتها البشرية في البحث والتقصي عن اليتامى، سعياً إلى ألّا يبقى في هذا البلد العزيز بلد الأئمة الأطهار (عليهم السلام) يتيمٌ محتاجٌ مع وجود العين.
لقد واجهت فرقنا الميدانية تحديات جساماً؛ من طرق وعرة، وظروف بيئية وجوية قاسية، ومسافات بعيدة للوصول إلى أبعد القرى. ومع ذلك، ضربت أروع الأمثلة في الإيثار والتفاني وبذلت جهوداً قل نظيرها في الوصول إلى عوائل اليتامى. ولم تكن تلك الجهود الحثيثة مجرد إحصاء للأعداد، بل رسالة التزام بأن العين عازمة على شمول جميع اليتامى المحتاجين –حيثما كانوا- برعايتها، ورفدهم بخدماتها النوعية على نحوٍ يحفظ كرامتهم، ويعزز من إمكاناتهم، فتحمي حاضرهم وتبني مستقبلهم بإذن الله تعالى.
أيها الأحبة، إننا إذ نعلن اليوم ختام مبادرة شهر الإمام الحسين (ع) الرابعة، بعد أن تمكنا بفضل الله تعالى وتوفيقه من احتضان (٧,٢٥٧) يتيماً، ليرتفع العدد الكلّي لليتامى المحتضَنين في مؤسسة العين إلى (١١٠,٢٦٠) يتيماً، فإننا نجدد عزمنا على شمول جميع اليتامى المحتاجين حيثما كانوا، وذلك من خلال مواصلة التنسيق والتعاون مع منسقينا في مختلف محافظاتنا الكريمة.
في الختام، نتقدم بخالص شكرنا وامتنانا لسماحة مرجعنا المُفدى (مدّ ظله) الذي خطّ لنا هذا الطريق المبارك، وإلى فضيلة العلامة الجليل الشيخ أمجد رياض (دام توفيقه) على متابعته الدائمة وتوجيهاته السديدة. كما نتوجه بالشكر إلى إخواننا العاملين بمؤسسة العين في العراق المتمثلين بمديري الأقسام والفروع، وأخواتنا المثابرات المخلصات من المتابعات، والمندوبين المجدين في عملهم، وسائر العاملين في مختلف مواقعهم، على ما بذلوه من جهود لإنجاح هذه المبادرة. والشكر موصول أيضاً إلى المحسنين والمساندين الذين كانوا معنا خطوة بخطوة في هذا العمل الإنساني.
نسأل عزَّ وجلَّ أن يتقبل منا ومنكم هذا القليل بكرمه، وأن يجعل ما نبذله من جهد ووقت وما نكابده من أجل خدمة اليتامى في العاجل ذخيرة لنا في الآجل، وأن يجعل عواقب أمورنا إلى خير، إنه مجيب قريب…
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم
أحمد السوداني
رئيس المؤسسة الدولية