اِسْتَقْبَلَ المُتَوَلِّي الشَّرْعِيُّ لِلْعَتَبَةِ الحُسَيْنِيَّةِ المُقَدَّسَةِ، سماحة العلامة الشَّيْخِ عَبْدِ الْمَهْدِيّ الْكَرْبَلائِيُّ – دامَتْ بَرَكاتُهُ – وَفْدًا مِنْ مُؤَسَّسَةِ العَيْنِ لِلرِّعايَةِ الاِجْتِماعِيَّةِ الدُّوَلِيَّةِ، ضَمَّ الـمُشْرِفَ العامَّ عَلَى الـمُؤَسَّسَةِ وَنائِبَهُ، وَمُمَثِّلَ الـمَرْجِعِيَّةِ الدِّينِيَّةِ العُلْيَا فِي الـمُثَنَّى، وَرَئِيسَ الـمُؤَسَّسَةِ الدُّوَلِيَّةِ، وَمَديري مَكاتِبِهَا الـمُنْتَشِرَةِ فِي جَميعِ أَنْحاءِ العالَمِ.
وَقَدِ اطَّلَعَ سَماحَتُهُ – باِسْتِفْراغِ وُسْعٍ وَعِمْقِ رَؤْيَةٍ – عَلَى آخِرِ مُسْتَجِدّاتِ عَمَلِ الـمُؤَسَّسَةِ وَخِدْماتِهَا الإِنْسانِيَّةِ الـمُقَدَّمَةِ لِلْيَتامى وَالْمُحْتاجِينَ، فَبَدَتْ عَلَى وَجْهِهِ سِماتُ السُّرورِ وَالاِعْتِزازِ بِما بَلَغَتْهُ «العَيْنُ» مِنْ تَطَوُّرٍ وَتَمَيُّزٍ فِي مَجالاتِها كافَّةً. وَفِي غَمْرَةِ هذَا اللِّقاءِ، اِنْسَابَتْ كَلِماتُهُ الوَالِهَةُ دِفْئًا يَسْرِي فِي القُلُوبِ سَريانَ النُّورِ، فَشَعَرَ الحاضِرُونَ بِحَرارَةِ العاطِفَةِ وَعُمْقِ الاِلْتِفافِ الأبَوِيِّ الَّذِي يَحْمِلُهُ الشَّيْخُ لِخَدَمَةِ هؤُلاءِ الاَجْيالِ الـمُعْدِمَةِ.
وَقَدْ أَدْلَى – دامَتْ بَرَكاتُهُ – بِجُمْلَةٍ مِنَ التَّوْصِياتِ النَّيِّرَةِ الَّتِي تُعَزِّزُ الدَّوْرَ الرِّيادِيَّ لِلْمُؤَسَّسَةِ فِي حَقْلِ العَمَلِ الإِنْسانِيِّ، مُؤَكِّدًا ضَرورَةَ التَطْوِيرِ وَتَكْرِيسِ الإِخْلاصِ، وَتَوْسِيعِ نِطاقِ الخِدْمَةِ حَتَّى تَصِلَ إِلَى أَكْثَرَ عَدَدٍ مِنَ الـمُجْتَمَعاتِ الـمُعْوِزَةِ. وَقَدْ لامَسَتْ نَصائِحُهُ القُلوبَ قَبْلَ الأَسْماعِ، فَاَنْسَجَمَتْ مَشاعِرُ الوَفْدِ مَعَ رِقَّةِ عِبارَاتِهِ وَعَظيمِ تَوَاضُعِهِ، فَأنْزَلَتْ عَلَيْهِمْ سَكينَةً وَثِقَةً بِأَنَّ خَطاهُمْ مَسْنُودَةٌ بِدُعَواتِ العُلَماءِ وَتَشْجِيعِهِمْ.
وَفِي خِتامِ اللِّقاءِ، أَعْرَبَ الوَفْدُ عَنْ شُكْرِهِمُ العَميقِ لِسَماحَتِهِ، مُقَدِّرِينَ حَفاوَةَ الاِسْتِقْبالِ وَعَظيمَ الإِشادةِ الَّتِي غَمَّرَهُمْ بِها. وَعاهَدُوا عَلَى مُواصَلَةِ الـجُهُودِ الإِنْسانِيَّةِ، لِيَشْمَلَ بَرُّهُمْ أَرْجاءً أَوْسَعَ وَلِيَمْتَدَّ نُورُ خِدْمَتِهِمْ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ الأَيْتامِ وَالْمُحْتاجِينَ.