تبرع
تبرع
فِي أَجْواءٍ رُوحانِيَّةٍ تَتَشَبَّعُ بِبَرَكاتِ أَبِي الفَضْلِ العَبَّاسِ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، اِسْتَقْبَلَ المُتَوَلِّي الشَّرْعِيُّ لِلْعَتَبَةِ العَبَّاسِيَّةِ الْـمُقَدَّسَةِ، حجة الاسلام سَماحَةُ السَّيِّدِ أَحْمَدَ الصَّافِي – دامَ عِزُّهُ – وَفْدًا مِنْ مُؤَسَّسَةِ العَيْنِ لِلرِّعایَةِ الاِجْتِماعِيَّةِ، ضَمَّ الـمُشْرِفَ العامَّ عَلَى الـمُؤَسَّسَةِ وَنائِبَهُ، وَمُمَثِّلَ الـمَرْجِعِيَّةِ الدِّينِيَّةِ العُلْيا فِي الـمُثَنَّى، وَرَئِيسَ الـمُؤَسَّسَةِ الدُّوَلِيَّةِ، وَمَكاتِبَهَا الأَعْضَاءَ الـمُنْتَشِرَةَ حَوْلَ العالَمِ.
كانَ اللِّقاءُ فُرْصَةً مُبارَكَةً أنْصَتَ فِيها سَماحَتُهُ بِقَلْبٍ مُنْفَتِحٍ إِلَى آخِرِ مُسْتَجِدّاتِ عَمَلِ العَيْنِ وَجُهُودِها الـمُتَوَاصِلَةِ فِي رعایَةِ الأَيْتامِ وَالْمُحْتاجِينَ؛ فَضَفَّتْ عَلَى الـمَجْلِسِ هَالَةٌ مِنَ الوِدِّ بِفَضْلِ دِفْءِ تَعَابِيرِهِ وَاهتمامه.
وَقَدْ سَطَعَتْ مِنْ لُجَجِ كَلِماتِهِ نَصائِحُ سَدِيدَةٌ، تُؤَكِّدُ أَنَّ مِفْتاحَ هذَا العَمَلِ هُوَ إِدْخالُ السُّرُورِ عَلى قُلُوبِ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَقَضاءُ حَوائِجِهِمْ، فَتَسَلَّلَتْ كَلِماتُهُ إِلَى أَعْماقِ وُفودِ العَيْنِ كَرَشْفَةِ مَطَرٍ تَحْمِلُ بُرْدًا وَسَلامًا، فَتَهَيَّأَتِ النُّفُوسُ لِمَضاعَفَةِ الجُهودِ وَتَجْدِيدِ العَهْدِ عَلَى الإِخْلاصِ.
وَفِي لَحْظَةٍ تَجَلَّتْ فِيها طَلائِعُ الإِيْمَانِ وَصِدْقُ العَزْمِ، أَشَادَ سَماحَتُهُ بِالدَّوْرِ الحَيَوِيِّ لِلْمُؤَسَّسَةِ، مُؤَكِّدًا ضَرورَةَ تَوْسِيعِ رُقْعَةِ خِدْماتِهَا حَتَّى تَبْلُغَ فِئاتٍ أَوْسَعَ وَتَغْمُرَ مَجْتَمَعاتٍ أَكْثَرَ فَاقَةً، كَمَا لَمَسَ الْحاضِرُونَ وَقْعَ هذِهِ التَّوْجِيهاتِ فِي قُلُوبِهِمْ، فَانْعَكَسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ سُكُونٌ وَثِقَةٌ بِأَنَّ خُطاهُمْ مَسْنُودَةٌ بِتَأْيِيدِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَدُعائِهِمْ.
ِنْ جِهَتِهِمْ، عَبَّرَ أَعْضاءُ الْوَفْدِ عَنْ عَظِيمِ الْاِمْتِنانِ وَالِاِعْتِزازِ بِهذَا الاِسْتِقْبالِ الدَّافِئِ، مُؤَكِّدِينَ تَمَسُّكَ العَيْنِ بِعَهْدِهَا الثَّابِتِ فِي مُوَاصَلَةِ مَسِيرَتِهَا الإِنْسانِيَّةِ لِتَشْمَلَ بِعَطائِهَا مَزِيدًا مِنَ الأَيْتامِ وَالْمُحْتاجِينَ، حَتَّى يَبْلُغَ نُورُ الخَيْرِ كُلَّ قَلْبٍ يَتَعَطَّشُ إِلَى الرَّحْمَةِ.
